القدر

ليس كل ما نريده نحصل عليه و ليس كل ما يعجبنا نمتلكه، تلك هي مشيئة الله. صحيح أن الإنسان يكون أحيانا في حالة من النشوة الفكرية التي تحمله إلى عالم غير هذا العالم من الأفكار التي غالبا ما تكون وردية بين الطموح و الحب و السعادة. فتكون تلك اللحظات متنفسا يصبو فيها إلى أعلى الدرجات و يسبح بمخيلته في كل الأنحاء و لكن....تلك الاكن التي يرتطم بها بمجرد الإستفاقة من أحلامه الوردية هي القدر

قد يكون هذا الإصطدام أحيانا عنيفا جدا و قد يكون أحيانا أخرى خفيفا و لكن في كلتا الحالتين هناك إصطدام، فيعيش الفرد حالة من التأرجح بين الواقع و الخيال يحاول في بادئ الأمر أن يجد منطقة وسطى تخفف عنه و لكن دون جدوى، فالقدر يقول لك" إقبل أو إرحل. نعم إرحل إلى عالمك الذي كنت تعيش فيه 

و تحقق فيه رغباتك و طموحاتك، اذهب إلى ركنك الزهري و انزوي عن هذا العالم الذي لا يعجبك. أن حر في أن تختار فإما أن تقبل بي و إما أن تذبل في

"تلك الزاوية التي إخترتها

فيدخل الإنسان في دوامة الموجود و المنشود بين ما يصبو إليه و كان يريده بكل جوارحه و بين ما وجده في الواقع، تلك هي مرحلة السعي إلى تقبل فكرة ما .و التخلي عما يجول في الخيال الذي نسجه الفرد لنفسه و أسكن روحه فيه . و لكن ليس كل ما نشاء بواقع و لكن إرادة القدر هي الأقوى 

الصدمة تلوى الأخرى تجعلك أقوى و تجعلك تنفر من ركنك الزهري شيئا فشئ، فكلما تمنيتا شيئا ووجدت خلافه في واقعك إلا و زاد كرهك لما حولك من جهة و إلى ركنك الزهري الذي تعرف أنه، و غم ما يمثله من مجال للفرار من هذا الواقع، إلا أنه مصدر معانات و ألم. فلماذا أعذب نفس أكثر أوليس البقاء في هذا العالم و الإستسلام للقدر افضل من اللألم الذي يمزق قلبي كل مرة. فشيئ فشئ أصبح اللون الزهري شفافا و ذهب ذالك اللون الجميل و أصبحت أرى من خلاله...إنه الواقع . فعندما خيرني القدر بين الإستسلام أو الرحيل خيرت الإستسلام على أن أعاني من الألم. 

فابتسم القدر و قال" ألم أقل لك إني أقوى منك و أن هذه الحياة لا يمكن أن تستمر إلا بالإستسلام لي و الإيمان بأنه مهما أراد الإنسان لنفسه فإنه لن ينال في هذه الدنيا إلا ما كتب الله له



09/05/2011
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 3 autres membres