الأمل

لا أنتظر أن يزرع أحدهم الأمل بداخلي بل أنا التي أقوم بهذه المهمة الصعبة لوحدي، ايمانا مني أن الإنسان شبيه بصدفة الحلزون التي عندما تتشقق أو يكسر جانب منها فهي تصلح نفسها بنفسها دون الإستعانة بمن يمكن أن يكون عوض الطبيب سببا في هلاكها. ليس زرع الأمل بعملية سهلة، فهي من أصعب العمليات التي يمكن للفرد أن يقوم بها. و لكني أسعى جاهدة على أن أحفظ هذه الإبتسامة التي و لئن عبرت في جانب كبير منها على حيرتي فهي أحيانا أخرى ليست سوى توق للسعادة الحقيقية التي أصبحت أخاف أن أحصل عليها. تلك هي حياتي فكلما ظفرت بلحظات من السعادة التي تحملني إلى عالم قلما زرته و أبدأ في إكتشاف ملامحه، إلا و أستيقظ فزعة على كابوس من الحزن. أحيانا أفكر بأني لا أريد السعادة، أصبحت أريد حياة من دون ألوان كلها مزيج من الأسود و الأبيض و الرمادي أحيانا، فما نفع الألوان إن كانت ستختفي ثانية. هل سأعيش أنتظر تلك الألوان حتى تبرز لتختفي ثانية اخذة معها كل أحلامي و مشاعري و لحظات الفرح التي حتى لو طالت تبقى قصيرة أمام الحزن و الحيرة التي تعقبها. أو ليست الحياة من دون ألوان أفضل؟؟؟

قد تبدو الحياة من دون ألوان أفضل لذلك الشخص الإنهزامي الذي يخشى المواجهة و يخشى الكبواة، و لكن ألم تسأل نفسك ما قيمة الحياة لو كانت كلها سعادة أو ما طعمها لو كانت كلها حزن و كابة؟ . الحياة مزيج من هذا و ذاك فقد أسقط أحيانا و قد أتوه أحيانا أخرى فيصبح الجانب الضبابي في حياتي أكبر من جانبها المشرق، ومع هذا فلن أتنازل عن النظر إلى ذلك الجانب المشرق الذي و لئن كان محدودا في مجاله ، فهو السلاح الذي أملكه و هو الذي يغذي حبي و إندفاعي في هذه الحياة. 

فكلما حزنت زارني الأمل ليخفف عني و كلما إحترت و تهت وجدت الأمل يرشدني إلى الطريق السليم و كلما يإست إلا رأيته واقفا أمامي ماسكا بيدي ليمنعني من السقوط، إنه لنعم الصديق. ألا تريد أن يكون لك صديق مثلي تجده كلما إحتجت إليه؟؟ فإتخذ من الأمل صديقك و رفيقك و سلاحك و لن تندم إن شاء الله و تذكر دائما بأنه بالأمل سترى الدنيا بمنظار اخر مهما ثقلت همومك و مهما كبرت معاناتك و مهما زاد تيهك...إنه الأمل



18/05/2011
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 3 autres membres